ما هي أخطر الأوبئة التي ضربت العالم ومتى نشهد الوباء القادم؟

Crowd of busy commuters with protective face mask walking through platforms at subway station during office peak hours in the city

Crowd of busy commuters with protective face mask walking through platforms at subway station during office peak hours in the city Source: Moment RF / d3sign/Getty Images

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

الأوبئة جزء طبيعي من تاريخ البشرية، تتشكل من خلال تفاعلاتنا مع البيئة ومع بعضنا البعض. ومع ذلك، فمن خلال الاستثمار في البنية التحتية الصحية العالمية وتعزيز أنظمة الصحة العامة يمكننا التخفيف من تأثيرها وإنقاذ الأرواح.


الوباء القادم ليس ببعيد فقد عاش العالم العديد من الأوبئة في الماضي وسيعيش المزيد في الحاضر خاصة في ظل ترابط العالم الذي أصبح يعد قرية صغيرة.

سنلقي نظرة معا على تاريخ الأوبئة في العالم ونستشرف المستقبل محاولين إيجاد إجابة على سؤال: متى سيضطر العالم إلى مواجهة الوباء القادم؟

أسوأ الأوبئة في العالم

يقول دكتور بول جريفين، طبيب الأمراض المعدية وعالم الأحياء في جامعة كوينزلاند إن وباء الموت الأسود الذي اجتاح أوروبا في القرن الرابع عشر كان أسوأ الأوبئة التي شهدها العالم.

" لقد أباد ذلك الوباء ما يقرب من ثلث سكان أوروبا ولم تتعافى منه القارة إلا بعد سنين طويلة."

يقول دكتور بول إن الوباء الثاني من حيث الخطورة كان الأنفلونزا الإسبانية.

"انتشرت الأنفلونزا الإسبانية حوالي عام 1918، وقد أصابت العدوى ثلث سكان العالم وأودت بحياة أكثر من 50 مليون شخص."

ورغم عدد الضحايا المفجع إلا أن الأنفلونزا الإسبانية أدت إلى تسريع وتيرة التقدم الطبي وتدابير الصحة العامة التي ما زلنا نعتمد على بعضها حتى اليوم.
فهل كان وباء كوفيد واحدا من أسوأ الأوبئة في التاريخ؟

يقول الدكتور بول إن وباء الكوفيد يعتبر سابع أسوأ وباء شهده العالم من حيث عدد الوفيات.

"توفى ما يقرب من سبعة ملايين شخص بسبب كوفيد ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم لأن العدوى لا زالت مستمرة."

ولكن ماذا عن المستقبل؟ في الماضي كانت الفيروسات تنتشر بسرعة الباخرة. ولكن الآن، يمكنها الانتشار بسرعة الطائرة مما يعني أننا أكثر عرضة للخطر.

يقول دكتور بول: "أصبح السفر جزءا رئيسيا من حياتنا وهذا يسرع من وتيرة نقل الفيروسات، هذا بالإضافة إلى التفاعل المتزايد بين الإنسان والحيوان واقتحام الإنسان للبيئات الطبيعية للحيوانات مما يعرضه لأنواع جديدة من الفيروسات."

متى نشهد الوباء القادم؟

من المستحيل التنبؤ على وجه اليقين بما سيبدو عليه الوباء القادم، لكن الخبراء يحذرون من أن الأمر ليس مسألة ما إذا كان سيحدث، بل متى.

يقول دكتور بول: "مع تزايد العولمة، والتوسع الحضري، والتغيرات البيئية، أصبحت الظروف الملائمة لظهور الأوبئة جاهزة."

"علينا أن نستعد الآن للوباء القادم حتى لا يباغتنا فجأة."

ومع ذلك، فإن التقدم في التكنولوجيا والمراقبة يمنحنا الأدوات اللازمة للاستجابة بشكل أكثر فعالية من أي وقت مضى.

الأوبئة جزء طبيعي من تاريخ البشرية، تتشكل من خلال تفاعلاتنا مع البيئة ومع بعضنا البعض. ومع ذلك، فمن خلال الاستثمار في البنية التحتية الصحية العالمية، وتعزيز أنظمة الصحة العامة، وإعطاء الأولوية للبحث العلمي، يمكننا التخفيف من تأثيرها وإنقاذ الأرواح.

يبدأ الأمر بتدابير بسيطة وفعالة مثل غسل اليدين والتطعيم والبقاء على اطلاع بأحدث المعلومات. ولكنه أمر يتطلب أيضاً التزاماً جماعياً بالمساواة والتضامن والتعاون العالمي. لأنه في مواجهة الأوبئة، علينا جميعا أن نكون يدا واحدة.

تابعونا عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك