دعوة للحرية أم معاداة للسامية: نظرة في تاريخ شعار "من البحر إلى النهر، فلسطين ستكون حرة"

People gather to stage a protest against Israeli attacks on Gaza and to commemorate 76th anniversary of Nakba Day in Istanbul

A protester was seen carrying a banner reading "From the river to the sea Palestine will be free" during the march. People gather to stage a protest against Israeli attacks on Gaza and to commemorate 76th anniversary of Nakba Day in Istanbul, Turkey. A commemorative protest was held at Eminonu to mark Nakba Day. Demonstrators gathered in front of the large post office (PTT) in Sirkeci and marched to Eminonu square. (Photo by Onur Dogman / SOPA Images/Sipa USA) Source: SIPA USA / Onur Dogman / SOPA Images/Onur Dogman / SOPA Images/Sipa USA

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

خرجت السيناتور العمالية فاطمة بايمان عن الموقف الرسمي للحزب ورددت في مؤتمر صحافي شعار From the River to the Sea, Palestine will be Free ما أثار جدلاً كبيراً. ما سبب الجدل؟ وكيف ينظر الفلسطينيون والإسرائيليون إلى هذا الشعار؟


كانت بايمان تنوي إلقاء خطاب في تجمع حاشد خارج البرلمان في كانبرا الأسبوع الماضي، حيث تجمع العشرات لإحياء الذكرى السادسة والسبعين لـ "النكبة"، فيما تراه اسرائيل ذكرى لتأسيسها.

وبدلاً من ذلك، قامت بايمان بعقد مؤتمر صحفي لمجموعة صغيرة من الصحفيين، بما في ذلك SBS، في مبنى البرلمان.

أنهت السيناتور بايمان تصريحاتها بشعار مثير للجدل: "طلبت منكم الانضمام إلي لمواصلة الدعوة إلى التحرر من الاحتلال، والتحرر من العنف، والتحرر من عدم المساواة. من النهر إلى البحر. فلسطين ستكون حرة."

هذه العبارة الأخيرة التي مرر مجلس الشيوخ مقترحاً للتنديد بها، بتأيبد غالبية الأعضاء العماليين والأحراريين، تعتبرها بعض الجاليات اليهودية دعوة لتدمير إسرائيل، بينما يعتبرها الفلسطينيون دعوة للحرية.
أسأل رئيس وزرائنا وزملاءنا البرلمانيين كم من قوانين الحقوق الدولية التي يجب على إسرائيل أن تنتهكها لكي نقول كفى؟ كم عدد المقابر الجماعية التي يجب الكشف عنها قبل أن نقول كفى؟
السيناتور فاطمة بايمان
خلال حرب عام 1948 التي أدت إلى قيام دولة إسرائيل والنكبة بالنسبة للفلسطينيين، فر أو طُرد حوالي 750 ألف فلسطيني من قراهم وبلداتهم.

وبحلول نهاية الحرب، تم تقسيم فلسطين إلى ثلاثة أجزاء: 78٪ من الأراضي أصبحت جزءا من إسرائيل، في حين ظل جزء تحت الحكم الأردني وآخر تحت الحكم المصري.

وما زال اللاجئون الفلسطينيون يؤكدون على حقهم في العودة إلى ديارهم في دولة إسرائيل.

وعمل القادة الإسرائيليون، الذين يسعون إلى الحفاظ على الأغلبية اليهودية في الدولة، على إعادة توطين اللاجئين في دول أخرى.

في الوقت نفسه، ظهرت رواية في الغرب في الخمسينيات من القرن الماضي تزعم أن المطالبات السياسية للفلسطينيين غير قابلة للتطبيق.

وكان على الفلسطينيين أن يجدوا طريقة لتأكيد حقوقهم الوطنية ووضع رؤية بديلة للسلام.

بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، بدأت الدعوة إلى فلسطين حرة "من النهر إلى البحر" تكتسب زخماً بين الذين اعتقدوا أنه يجب إعادة جميع الأراضي المحتلة إلى الفلسطينيين.
Solidarity With Palestine Demonstration In Krakow
People demonstrate solidarity with Palestine at the Main Square in Krakow, Poland on May 13, 2021. Protestors were demanding an end to Israeli attacks on Palestinians in the Gaza strip that have left dozens dead. Source: NurPhoto / NurPhoto/NurPhoto via Getty Images
لكن بعد ذلك، تغير معنى الشعار بالنسبة لقطاع عريض من مناصري القضية الفلسطينية، وأصبح يمثل رؤية دولة ديمقراطية علمانية يتمتع مواطنوها بحقوق متساوية بعض النظر عن دينهم أو عرقهم.

وفي عام 1969، دعا المجلس الوطني الفلسطيني، وهو أعلى هيئة تمثيلية للفلسطينيين في المنفى، رسميًا إلى "دولة فلسطينية ديمقراطية" تكون "خالية من جميع أشكال التمييز الديني والاجتماعي".

وظلت هذه الرؤية تحظى بشعبية بين الفلسطينيين، حتى مع توجه بعض قادتهم نحو فكرة إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

وكان العديد من الفلسطينيين متشككين في حل الدولتين.

بالنسبة للاجئين المنفيين منذ عام 1948، حل الدولتين لن يسمح لهم بالعودة إلى مدنهم وقراهم في إسرائيل.

وكان يخشى بعض المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل من أن يؤدي حل الدولتين إلى جعلهم أكثر عزلة كأقلية عربية في دولة يهودية.
SYDNEY SCHOOL STRIKE FOR PALESTINE
A man with an Israeli flag is spoken to by police as he attends a rally during a High Schoolers For Palestine demonstration, in Sydney, Friday, November 24, 2023. (AAP Image/Dan Himbrechts) NO ARCHIVING Credit: DAN HIMBRECHTS/AAPIMAGE
تجدر الإشارة إلى أن حركة حماس التي تأسست عام 1987، لم تستخدم في البداية عبارة "من النهر إلى البحر"، ويرجع ذلك على الأرجح إلى علاقة الشعار بالقومية العلمانية الفلسطينية.

وبعد ذلك، دفع توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 بالكثيرين إلى الاعتقاد بأن حل الدولتين أصبح قاب قوسين أو أدنى.

لكن مع تضاؤل الآمال في حل الدولتين، عاد بعض الفلسطينيين إلى فكرة الدولة الديمقراطية الواحدة من النهر إلى البحر.

في الوقت نفسه، التقطت حماس الشعار، وأضافت عبارة “من النهر إلى البحر” إلى ميثاقها المعدل لعام 2017.

وكانت هذه اللغة جزءاً من الجهود الأوسع التي تبذلها حماس لاكتساب الشرعية على حساب منافستها العلمانية، فتح، التي يعتبر البعض أنها خذلت الشعب الفلسطيني.

على الجانب الآخر، تقول منظمات يهودية إن استخدام حماس لهذه العبارة، يضعها ضمن إطار الدعوة للإبادة الجماعية لليهود.

تأتي هذه المخاوف، بالنظر إلى هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول التي أسفرت عن مقتل 1200 شخصاً وأسر 250 وفقا للأرقام الرسمية الإسرائيلية.

ويصر منتقدون آخرون للشعار على أنه من خلال إنكار حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية، فإن العبارة نفسها تعتبر معادية للسامية.

من الأصوات المنتقدة بشدة للشعار واستخدامه من قبل السيناتور بايمان، المجلس التنفيذي اليهودي في أستراليا.
هذا شعار عنصري عربي قديم يدعو إلى تدمير إسرائيل والتطهير العرقي لسكانها اليهود. لهذا السبب تم إدانته باعتباره معاديًا للسامية من قبل كل من البيت الأبيض ورئيس وزرائنا. يجب على السيناتور أن تعتذر على الفور عن ذلك
Executive Council of Australian Jewry
وفي ظل هذا التصور، ينبغي للمحتجين بدلا من استخدام هذا الشعار أن يدعوا إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل وليس دولة تحل محلها.

لكن هناك مجموعة يهودية أخرى - المجلس اليهودي الأسترالي - وهو تحالف من الأكاديميين والمحامين والكتاب والخبراء اليهود في معاداة السامية والعنصرية - لديها وجهة نظر مختلفة تمامًا.

وقد أصدروا البيان التالي."أرسل المجلس اليهودي الأسترالي إلى فاطمة بايمان تهنئة كبيرة لشجاعتها في الخروج عن خط الحزب والتحدث بقوة ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل.”

“لا ينبغي أن يكون استخدام هذا المصطلح مثيرًا للجدل لأنه يتماشى مع نتائج محكمة العدل الدولية أن الإجراء الإسرائيلي يشكل أساساً معقولاً لإبادة جماعية."

وعلى صعيد متصل، يجادل أكاديميون بأن وتيرة بناء المستوطنات في الضفة الغربية والظروف الاقتصادية في غزة قد أدى إلى تآكل تماسك وقابلية أي دولة فلسطينية للاستمرار.

هناك تحفظ آخر على استخدام الشعار، فحتى إن لم يكن معادياً للسامية في حد ذاته، فإن حقيقة أن بعض اليهود ينظرون إليه بهذه الطريقة ويرونه كتهديد، كافية لدفع المتظاهرين للتخلي عن استخدامه.

ويرى فلسطينيون أن هذه الحجة من شأنها أن تعطي الأفضلية لمشاعر مجموعة واحدة على حساب مشاعر مجموعة أخرى ما قد يخاطر بالمزيد من شيطنة وإسكات الأصوات الفلسطينية في الغرب.

استمعوا إلى التقرير الصوتي أعلى الصفحة.

استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على  

أكملوا الحوار على حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك